عاجل
-‎تونس تسجّل عجزًا تجاريًا قياسيًا يتجاوز 11,9 مليار دينار في نهاية جويلية 2025- ‎رحيل فاضل الجزيري... وداع مؤثر لعملاق المسرح والفن التونسي
BTC: $45,230 (+2.3%) ETH: $3,180 (-1.2%) الدينار التونسي: 3.15 دولار النفط: $82.45 (+0.8%) الذهب: $1,950 (-0.5%)
شيفرة السياسة

‎ترامب والحرب التجارية الجديدة: هل تُفكك أمريكا تحالفاتها الاقتصادية؟

22 Jul 2025
الاقتصاد التونسي


‎في تحول دراماتيكي أعاد التوتر إلى الساحة الاقتصادية العالمية، أعادت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية مشددة على واردات من اليابان، الاتحاد الأوروبي، والبرازيل.
‎هذه الإجراءات، التي تأتي تحت شعار "أمريكا أولًا" ، أثارت قلقًا واسعًا لدى الحلفاء، وأعادت إلى الأذهان أجواء الحرب التجارية التي عاشها العالم خلال ولاية ترامب الأولى (2017–2021).
‎لكن ما يميز هذه الموجة الجديدة هو أنها لم تستهدف خصوم أمريكا، بل حلفاءها التقليديين، مما يفتح الباب أمام تحولات جوهرية في التحالفات الاقتصادية الدولية.
‎جذور الأزمة
‎منذ عودته للبيت الأبيض، تبنّى ترامب نهجًا أكثر عدوانية تجاه الميزان التجاري الأمريكي، معتبرًا أن أي عجز تجاري هو دليل على "خيانة اقتصادية" من الطرف الآخر، حتى لو كان حليفًا..
‎الرسوم الأخيرة شملت:
‎25% على واردات السيارات من اليابان وألمانيا.
‎15% على الفولاذ البرازيلي.
‎ضرائب إضافية على منتجات زراعية أوروبية..
‎البيت الأبيض يبرر هذه الإجراءات بأنها لحماية الصناعات الأمريكية، لكن اقتصاديين يرون أنها خطوة شعبوية تهدف لتعزيز الدعم المحلي قبل انتخابات 2026 النصفية.
‎ردود الفعل الدولية
‎اليابان وصفت القرار بأنه "ضربة سياسية غير مبررة"، خاصة في ظل اتفاقات سابقة لتقاسم الأعباء الدفاعية والاقتصادية.
‎الاتحاد الأوروبي هدد بإجراءات انتقامية تشمل قطاع التكنولوجيا الأميركي (آبل، أمازون، وغيرها).
‎أما البرازيل، فوصفت الرسوم بأنها "ابتزاز سياسي" في ظل علاقات كانت توصف سابقًا بـ"الودية" بين ترامب والرئيس السابق بولسونارو.
‎منظمة التجارة العالمية عبّرت عن "قلق بالغ من تآكل قواعد التجارة الدولية"، محذرة من أن العودة إلى الحروب الجمركية ستضر بالنمو العالمي الهش..
‎من المستفيد من التوتر؟
‎الصين، التي أصبحت أكثر انفتاحًا على الشراكات الاقتصادية مع أوروبا والبرازيل في مواجهة العزلة الأمريكية.
‎الهند وتركيا، اللتان تعرضتا لضغوط اقتصادية أميركية سابقًا، وتجدان الآن فرصة لإعادة التموقع.
‎التحالف الأوروبي الآسيوي الذي بدأ في الحديث عن تسريع اعتماد عملة بديلة في التبادلات التجارية لتقليل الاعتماد على الدولار.
‎هل تنفصل أمريكا عن النظام الاقتصادي الذي صنعته؟
‎ما يثير الدهشة أن هذه الحرب التجارية لا تستهدف خصوم واشنطن التقليديين، بل شركاءها الأساسيين في النظام الليبرالي العالمي الذي ساهمت أمريكا نفسها في تأسيسه بعد الحرب العالمية الثانية.
‎السياسات الترامبية تهدد هذه المنظومة من الداخل، وتجعل من التحالفات الاقتصادية علاقات مؤقتة خاضعة للانتخابات والسياسة الداخلية الأمريكية.
‎كما أن هذه الرسوم تهدد بدفع الحلفاء إلى تطوير بدائل استراتيجية، ليس فقط في التجارة، بل في الأمن والتكنولوجيا وحتى العملة.
‎سياسات ترامب التجارية لم تعد مجرد وسيلة ضغط على الخصوم، بل أصبحت سلاحًا موجهًا أيضًا نحو الأصدقاء.
‎هذا التحول يُعيد تشكيل خريطة العلاقات الدولية، ويثير تساؤلات جدية:
‎هل بدأت أمريكا تفقد مكانتها كقائدة للنظام الاقتصادي العالمي؟ وهل سيتقبل العالم نظامًا يتغير كل أربع سنوات وفق مزاج رئيسه؟
‎الأكيد أن الرسوم التي تفرضها أمريكا اليوم قد تُفرض عليها غدًا، وهذه هي المعادلة الجديدة في عالم يتغير سريعًا.


1,245 مشاهدات