عاجل
-‎تونس تسجّل عجزًا تجاريًا قياسيًا يتجاوز 11,9 مليار دينار في نهاية جويلية 2025- ‎رحيل فاضل الجزيري... وداع مؤثر لعملاق المسرح والفن التونسي
BTC: $45,230 (+2.3%) ETH: $3,180 (-1.2%) الدينار التونسي: 3.15 دولار النفط: $82.45 (+0.8%) الذهب: $1,950 (-0.5%)
العالم

‎سباق الموت من أجل الخبز: كيف تحوّلت مراكز الإغاثة في غزة إلى فخاخ قاتلة

23 Jul 2025
الاقتصاد التونسي


‎نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرًا صادمًا يكشف تحول مراكز توزيع المساعدات الأمريكية في غزة إلى مناطق شديدة الخطورة، وصفتها الصحيفة بـ"مصائد موت" للفلسطينيين الباحثين عن الطعام.
‎يروي التقرير قصة عيد جمال، وهو أب لأربعة أطفال، خرج من مخيم المواصي جنوب غرب غزة قاصدًا مركزًا لتوزيع المساعدات، لكنه عاد خالي الوفاض بعد أن شهد استشهاد ثلاثة فتيان بقربه إثر إطلاق نار من دبابات إسرائيلية.
‎المراكز التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة أمريكية مقرها ولاية ديلاوير، تقع في مناطق إخلاء عسكرية مثل تل السلطان، الحي السعودي، خان يونس، ووادي غزة، مما يجبر المدنيين على دخول مناطق خطرة رغم التحذيرات الأمنية.
‎تشير التقارير إلى أن المراكز تفتح أبوابها لبضع دقائق فقط، لا تتجاوز أحيانًا الثماني دقائق، ويُعلن عن أوقات الفتح بشكل مفاجئ عبر منشورات على فيسبوك أو قنوات تيليغرام وواتساب، مما يؤدي إلى تدافع جماعي وسط حالة من الفوضى والذعر.
‎محمود العرير، شاب في السابعة والعشرين، يصف رحلته الليلية من غزة إلى وادي غزة بحثًا عن الطعام بأنها "مقامرة بالحياة"، حيث ينتظر ساعات في الظلام على أمل أن يُفتح المركز عند الثانية صباحًا.
‎ويؤكد التقرير أن الفوضى تعمّ المشهد عند كل عملية توزيع، حيث يركض الناس نحو الطرود وسط الحفر والأسلاك المتشابكة وتحت مراقبة الطائرات العسكرية والدبابات.
‎منذ ماي الماضي، قُتل أكثر من ألف شخص أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، وفق بيانات الأمم المتحدة، في حين تواجه "مؤسسة غزة" انتقادات حادة من منظمات إنسانية تتهمها بعدم الكفاءة وتهديد حياة المدنيين، مطالبين بوقف عملياتها وإعادة تنشيط آليات الأمم المتحدة لتوزيع الإغاثة.
‎ورغم ادعاء المؤسسة بأنها وزعت أكثر من 85 مليون وجبة، فإن سكان غزة نشروا صورًا لصناديق تحتوي على كميات قليلة من المواد الغذائية. كما أكدت جهات محلية ودولية أن توزيع الطعام وحده لا يكفي، في ظل غياب الماء، وغاز الطهي، ومواد النظافة الأساسية.
‎تأتي هذه الكارثة الإنسانية في وقت تعاني فيه غزة من دمار شبه كامل لمنظومتها الزراعية، حيث أظهرت دراسات أممية أن ما يزيد عن 70% من المحاصيل والدفيئات قد تضررت بسبب القصف، مما ضاعف من اعتماد السكان على المساعدات الخارجية.
‎وفي ظل انسداد الأفق، تحذّر منظمات الإغاثة من أن المجاعة باتت وشيكة، مع ازدياد أعداد الوفيات بسبب الجوع وسوء التغذية، وغياب أي بوادر لحل إنساني عاجل يعيد الحد الأدنى من الكرامة إلى سكّان غزة المحاصرين.


1,245 مشاهدات