حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" من أن مدينة غزة أصبحت مكانًا لا تستطيع فيه الطفولة البقاء على قيد الحياة، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية التي دخلت شهرها الثالث والعشرين.
المتحدثة باسم المنظمة، تيس إنغرام، أطلقت تحذيرًا صارخًا مما وصفته بـ"الكارثة الوشيكة" التي تهدد حياة نحو مليون شخص ما زالوا داخل المدينة المحاصرة. وقالت إنغرام: "العالم يطلق ناقوس الخطر، لكن ما نخشاه ليس قادمًا... إنه يحدث فعلاً الآن".
وأضافت أن الأوضاع في غزة تمثل مزيجًا قاتلًا من المجاعة، والنزوح، والقصف اليومي، مؤكدة أن الأطفال هم الأكثر تضررًا، حيث يعانون من سوء تغذية حاد يضعف أجسادهم، فيما يُحرمون من المأوى والرعاية الطبية.
إنغرام وصفت المشهد في المدينة خلال زيارتها الأخيرة قائلة: "هذا هو شكل المجاعة في منطقة حرب... كانت في كل مكان نظرت إليه".
المنظمة الأممية شددت على أن ما يحدث ليس مجرد نتيجة عرضية، بل هو نتيجة مباشرة لقرارات وسياسات جعلت من قطاع غزة مكانًا تُستهدف فيه الحياة من كل الجهات، كل يوم.
ودعت اليونيسف السلطات الإسرائيلية إلى إعادة النظر في قواعد الاشتباك العسكرية بما يضمن حماية المدنيين، وخصوصًا الأطفال، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.
منذ بداية التصعيد العسكري في السابع من أكتوبر 2023، تشير وزارة الصحة في غزة إلى استشهاد أكثر من 64 ألف فلسطيني، أرقام تقول الأمم المتحدة إنها تعتبرها موثوقة.
في ظل هذا الوضع، يواصل المجتمع الدولي إطلاق التحذيرات، فيما لا تزال الأوضاع على الأرض تتجه نحو مزيد من التدهور، وسط غياب أي أفق لحل إنساني شامل.