عاجل
-‎تونس تسجّل عجزًا تجاريًا قياسيًا يتجاوز 11,9 مليار دينار في نهاية جويلية 2025- ‎رحيل فاضل الجزيري... وداع مؤثر لعملاق المسرح والفن التونسي
BTC: $45,230 (+2.3%) ETH: $3,180 (-1.2%) الدينار التونسي: 3.15 دولار النفط: $82.45 (+0.8%) الذهب: $1,950 (-0.5%)
الاقتصاد

‎الدولار الأميركي يتكبد أسوأ خسائره منذ 1973 وسط اضطرابات اقتصادية عالمية

01 Jul 2025
الاقتصاد التونسي



‎يعيش الدولار الأميركي واحدة من أسوأ فتراته منذ عقود، حيث سجّل خلال النصف الأول من عام 2025 تراجعًا يتجاوز 10% في قيمته مقابل سلة من العملات العالمية، وفقًا لمؤشر الدولار. هذه الخسائر تُعد الأكبر منذ نهاية نظام بريتون وودز في عام 1973، وسط تحولات سياسية واقتصادية عميقة تقودها الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب.
‎ترافق هذا الانخفاض الحاد مع تصاعد المخاوف في الأسواق المالية العالمية، وظهور بوادر لإعادة تشكيل موازين القوى النقدية، حيث بدأت عملات مثل اليورو واليوان الصيني، إلى جانب الذهب والعملات المشفرة، في جذب الاهتمام كمخازن للقيمة.
‎ويعزو خبراء الاقتصاد هذا التراجع التاريخي إلى مجموعة من الأسباب المتداخلة، أبرزها:
‎السياسات الاقتصادية والتجارية المثيرة للجدل التي تتبعها إدارة ترامب، وخاصة ما يتعلق بالحروب الجمركية وارتفاع العجز المالي الأميركي.
‎ تصاعد التوتر السياسي حول استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بعد انتقادات متكررة من الرئيس الأميركي لرئيس الفيدرالي جيروم باول، وطرحه لفكرة تعيين "رئيس ظل".
‎ توقعات واسعة النطاق بخفض أسعار الفائدة الأميركية خلال الأشهر المقبلة، مما يفقد الدولار جاذبيته كمصدر للعوائد المرتفعة.
‎ تحول كبير في المحافظ الاستثمارية العالمية نحو الأصول غير الأميركية، مثل الأسهم الأوروبية والتكنولوجيا الصينية، والسلع، وعلى رأسها الذهب.
‎ويحذر محللون من أن الدولار قد يواصل مساره النزولي حتى نهاية العام، في ظل عدم وجود إشارات واضحة على تغيير السياسات الحالية. ويتوقع بعضهم انخفاضًا إضافيًا بنسبة 5 إلى 10% ما لم تتحسن البيانات الاقتصادية الأميركية أو يتخذ الاحتياطي الفيدرالي خطوات لطمأنة الأسواق.
‎وفي مقابل هذا التراجع، بدأت عملات مثل الفرنك السويسري والكرونة السويدية في تحقيق مكاسب ملحوظة، إلى جانب صعود لافت لليورو رغم بعض التحديات الأوروبية. كما تواصل الصين تحركاتها الهادئة لتعزيز مكانة اليوان في التجارة العالمية.
‎من جهتها، ترى الخبيرة الاقتصادية حنان رمسيس أن الدولار بات يعتمد أكثر على نفوذه السياسي، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تلوّح باستخدام أدوات اقتصادية قوية، مثل العقوبات، لحماية هيمنة الدولار. لكنها تحذر من أن التغيرات البنيوية في النظام المالي العالمي قد تشكّل تهديدًا حقيقيًا للعملة الأميركية في السنوات المقبلة.
‎ومع استمرار تصاعد التوترات الجيوسياسية في مناطق مثل الشرق الأوسط، يزداد الطلب على الذهب كملاذ آمن، في حين بدأت البيتكوين تُعتبر خيارًا استثماريًا جادًا لدى بعض المؤسسات.
‎ورغم كل التحديات، لا يزال الدولار يحتفظ بجزء كبير من مكانته العالمية، لكن بقاءه على القمة مرهون بقدرة صانعي القرار الأميركيين على إعادة بناء الثقة وتبني سياسات مالية متوازنة وعقلانية.


1,245 مشاهدات